نوه بالدور الكبير الذي تبذله السعودية وسلطنة عُمان في الجولة الحالية من المفاوضات مع الحوثيين، لافتًا إلى أن الأمر يتعلق بمدى التزام الحوثيين بخارطة الطريق “الطويلة”.
اليمن نت-متابعة خاصة
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن تعز أكثر المحافظات اليمنية تعرضا للقصف وأكثرها دموية في الحرب المدمرة التي تدخل عامها السادس في شهر مارس الجاري.
وأفادت في تقرير لها تحت عنوان "تعز.. المدينة المنسية"، في صراعٍ كثيراً ما يُوصَف بـ “الحرب المنسية”، تشعر إحدى المدن اليمنية بأنَّها الأكثر نسياناً على الإطلاق.
وتشير الصحيفة إلى أن تعز ثالث أكبر مدن اليمن كانت تُعرَف ذات يوم بأنَّها العاصمة الثقافية للبلاد، وكان التعزيون يفخرون بتخريجهم أفضل المُتعلِّمين، الذين صاروا أفضل المُعلِّمين والمحامين والطيارين وكل ما يخطر على بالكم.
وأضاف: لكنَّها الآن تُعرَف بأنَّها أطول ساحة معركة مستمرة في اليمن، والأكثر تعرُّضاً للقصف بالغارات الجوية السعودية العنيفة، وأكثر المحافظات دموية في الحرب اليمنية المدمرة.
ويضع الصراع الذي يدخل عامه السادس هذا الشهر، مارس/آذار، الحوثيين المتحالفين مع إيران في مواجهة الحكومة اليمنية المدعومة من جانب تحالف تقوده السعودية ويحظى بدعم القوى العسكرية الغربية.
وأكد تقرير الغارديان أنه في تعز يوجد مزيج قابل للاشتعال من التقاتل فيما بين المجموعات المتنافسة التي سلَّحها التحالف، بما في ذلك أنصار الإسلام السياسي والسلفيين المتشددين الذين يتألفون من مسلحين متهمين بوجود صلات لهم بتنظيم القاعدة.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة اليمنية منقسمة إلى شطرين، في صورة رمزية قبيحة للصراع الأوسع نطاقاً الذي يمزق بلداً كاملاً.
وبحسب الصحيفة: فمن فوق قمة جبل صبر، وهو أعلى قمة في المدينة، من داخل الهيكل المُجوَّف المليء بالثقوب لِما كان يمثل يوماً منتجعاً سياحياً قيِّماً، توجد إطلالة باهرة.
تفيد الصحيفة في تقريرها: يوفر المشهد، الذي كان يجتذب السياح في السابق، أفضل موقع لفهم الطوبوغرافيا السياسية لتعز.
ويخترق خط الجبهة المدينة من الشرق إلى الغرب، ما يترك خطاً فاصلاً ظاهراً بين مناطق خضراء وبُنيّة. إذ تنتشر الخضرة كالمجسّات في المنطقة الواقعة بين الطرفين المتنازعين.
ووراء هذا الخط، يقع نحو ثلث تعز في أيدي الحوثيين الذين يسيطرون على المرتفعات المُطِلّة على الحافة الشمالية للمدينة. فيما تدير الحكومة الجزء الباقي. وبنظرة مقربة، سيبدو الوضع كخط تماسٍ يسوده أزيز التوتر.
التقرير سلط الضوء على حالة داليا نصر، من مبادرة تُسمَّى “نساء تعز من أجل الحياة”، في الحديث.
وأفاد أن داليا أصبحت تدرك الخطر؛ إذ تسببت رصاصة قناص في الذهاب بإحدى عينيها. وقُتِلت عمتها وأخواها وابن أخيها في الاشتباكات.
وتُوضِّح داليا كيف يؤدي إغلاق الطرق إلى تقسيم الحياة إلى شطرين؛ إذ يُفصّل بين المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة ومستشفياتهم المتخصصة، ولا يستطيع الطلاب الوصول إلى جامعاتهم، ولا يمكن للعمال الذين يعيشون بالجانب الذي تسيطر عليه الحكومة بلوغ مصانعهم المتركزة أساساً في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وبحسب التقرير كان الوصول إلى الجانب الآخر من تعز يستغرق فيما مضى 5 دقائق بالسيارة. لكنَّه الآن يستغرق أكثر من 5 ساعات.
نوه بالدور الكبير الذي تبذله السعودية وسلطنة عُمان في الجولة الحالية من المفاوضات مع الحوثيين، لافتًا إلى أن الأمر يتعلق بمدى التزام الحوثيين بخارطة الطريق “الطويلة”.
من المشين أن يجد المتظاهرون الذين يحيون ذكرى لحظة تاريخية وطنية أنفسهم يتعرضون للهجوم والاعتقال ويواجهون تهمًا لمجرد تلويحهم بعلم البلاد