شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
هل وصلت السعودية إلى يقين بأنها بعد مرور ثمان سنوات حرب مع الحوثيين باتت عاجزة عن محاربة الحوثيين، أم أنها ترى أنها حققت أهدافها الحقيقية في اليمن؟
في تقديري كلاهما معا يمكن أن يكون، فأما ما يتعلق بالأول فهي قد عجزت فعلا عن مواجهة الحوثيين منذ وقت مبكر، ولذلك اتجهت شرقا إلى المهرة تاركة المحافظات والمدن اليمنية مرتعا خصبا للحوثيين، حتى أنها تركت الجيش اليمني يراوح مكانه في الجبهات بدون سلاح، إلا من كان مرابطا منهم على حدودها الجنوبية فقد تكفلت بمدهم بالأسلحة الشخصية التي تمكنهم من الدفاع عن حدودها فقط، دون أن تمكنهم من إحراز أي تقدم في المناطق الحوثية.
وها هي اليوم نتيجة لفشلها في مواجهة الحوثيين ترسل وفودها تباعا إلى صنعاء للتفاوض المباشر مع الحوثيين، ليس لما يحقق الهدنة والسلام في اليمن كما تزعم؛ وإنما بما يحقق مصالحها، ويؤمن حدودها ومناطقها من هجمات واستهدافات الصواريخ والمسيرات الحوثية.
ولعل ما تتداوله المواقع الاخبارية اليوم ومنها مواقع المجلس الانتقالي التابع للإمارات من عروض السعودية للحوثيين بدفع مرتبات موظفيها كاملة، ورفض الحوثيين لهذا العرض، بالإضافة إلى دعوتها لمهدي المشاط رئيس المجلس السياسي في صنعاء لزيارة الرياض إلا في إطار هزيمتها أمام الحوثيين وليس غير.
لقد تحولت السعودية من قوة إلى ضعف، ومن دولة متغطرسة إلى دولة تستجدي الهدنة من الحوثيين، خاصة بعد أن وصلت صواريخ ومسيرات الحوثيين إلى مدن ومناطق السعودية ومنشآتها النفطية والحيوية، متناسية تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان الذي قال أكثر من مرة: أننا لدينا الامكانات والإمدادات ونستطيع ان نجتثهم، إلا إذا كان اجتثاث ابن سلمان يعني التوسل إليهم، وهو ما جعلها تسارع للتفاوض معهم.
ولكن أي كان فهذا هو ديدن الظلمة والجبارين، يتقوون على الضعفاء فإذا ما وجدوا الشخص المتصلب طأطأوا له الرأس ورفعوا له القبعة، متوسلين خانعين!
أما الأمر الآخر وهو أنها حققت مخططاتها، فهي فعلا خلال الثمان السنوات الماضية حققت مخططاتها المرسومة تجاه اليمن، ونجحت في تقسيم اليمن إلى كنتونات متناحرة، بعد أن غذت كل جماعة بالأسلحة التي تمكنها من تدمير أختها، وفي الوقت الذي نجحت فيه أيضا على تدمير كل شيء في اليمن، ونهبت ثرواته، وأصبحت هي والإمارات كدول محتلة لبلد عز على الغرب احتلاله خلال مئات السنين الماضية.
لكنها وهي تظن أنها حققت مخططاتها في اليمن، وأنها جعلت من الحوثيين قوة تدميرية لليمن؛ تتناسى أنها باتت بين فكي كماشة إيران، وأن مصيرها المحتوم سيأتي ممن ظنت أنها أمنت على نفسها منهم.
لم تكن اليمن بالنسبة للسعودية إلا كغصة في الحلق تتمنى أن تلفظها إلى الأبد، أما وقد سلم اليمنيون أنفسهم لها فما عليها إلا أن تستغلها كفرصة لا تتكرر، وهو ما كان فعلا.
بدأها (هادي) فسلم البلاد بقضها وقضيضها للسعودية، ظنا منه أنها ستنصره وتستعيد له مكانته، فما ان منها إلا أن أدخلته في سجن مظلم لم ينفك منه حتى اليوم، وها هي اليوم صعدت العليمي ليحقق لها ما تمنع هادي عن تنفيذه، فكان لها وللإمارات نعم الجندي المطيع، فأكمل ما تبقى، وبات أضحوكة لدى اليمنيين.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين