The Yemen Logo

الحوثي واللعب على المخاوف الدولية!

الحوثي واللعب على المخاوف الدولية!

اليمن نت - 22:10 09/09/2022

   محمد اللطيفي

  أثار العرض العسكري الذي نظم في مدينة الحديدة، جدلا داخل الأوساط الدولية حول مدى خطورة تقويض الحوثيين لجهود التهدئة، معيدا في الوقت ذاته الانقسام حول طبيعة التعامل مع إيران؛ باعتبارها الداعم الرئيسي لأنشطة الحوثي في اليمن.

  لم يكن هذا أول عرض عسكري لمليشيا الحوثي، فقد سبق وأن نظمت عروضا عدة في صنعاء، ولم تثر تلك العروض حفيظة العواصم الدولية، إلا أن تنفيذ هذا العرض بالقرب من البحر الأحمر، فتح قلقا دوليا من إمكانية تشكيل الحوثيين تهديدا مستقبليا للمصالح الدولية.

 فالعرض العسكري؛ الذي أقيم لأول مرة في مدينة الحديدة، أتى في توقيت حساس (محلي وإقليمي ودولي)، حيث سبقته سلسلة هجمات حوثية، أولها  على باب المندب، تلتها محاولة السيطرة على المنفذ الغربي الجنوبي لمدينة تعز (الضباب). بينما تزامن العرض الحوثي مع الاجتماع الرابع للجنة العسكرية؛ الحكومية-الحوثية، في الأردن، ما أدى لانسحاب الوفد الحكومي من المباحثات التي تجري برعاية أممية.

 دوليا، أتى العرض العسكري الحوثي، في ظل تحركات دولية مكثفة لإنجاح جهود التهدئة، بهدف تمديد الهدنة شهرين إضافيين، والتي ستنهي في الثاني من أكتوبر المقبل، وهي الجهود التي عرقلتها تصلب الحوثيين في مسألة فتح طرق تعز.

 إقليميا، كرس الاستعراض الحوثي صعوبة التفاهم الخليجي مع إيران، التي  لم تظهر فقط تأييدها لاشتراطات الحوثيين المتعلقة بالهدنة، خلال زيارة المبعوث الأممي، جروندبرج، لطهران، بل إنها استقبلت وفد الحوثيين التفاوضي بعد يوم من استعراضهم العسكري في الحديدة، ووصف مسؤول إيراني رفيع، ذلك العرض دليلا على قوة الحوثيين، وتباهى بتهديدهم لباب المندب.

  لكن ما الذي فعله المجتمع الدولي، لمواجهة التحدي الحوثي؛ الإيراني بالأدق، لجهود تثبيت التهدئة؟! لقد اكتفى مجلس الأمن بوصف ما حدث بالحديدة، بالمقوض لجهود التهدئة، واعتبر أعضاء مجلس الأمن في جلستهم المغلقة (8 سبتمبر 2022)، العرض الحوثي علامة مقلقة، منددين بتهديدهم على باب المندب وهجومهم على مدينة تعز.

  ورغم أن نتائج التهدئة ذهبت لصالح الحوثيين، وشجعتهم على الاستمرار في الهجمات العسكرية واستعراض القوة البحرية. إلا أن واشنطن، التي ترعى بشكل مباشر الهدنة التي بدأت مطلع (أبريل 2022)، اكتفت بالإعلان عن جولة جيدة نفذها مبعوثها إلى اليمن، ليندركينج، تشمل الإمارات والسعودية وسلطنة عمان، وهي الجولة التي تهدف لمنح الحوثيين المزيد من الفرص والمزايا.

 وفق بيان الخارجية الأمريكية، فإن مبعوثها ليندركينج سيجري مباحثات لتمديد هدنة تتضمن توسيع عدد الرحلات في مطار صنعاء، وزيادة عدد السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح طرق تعز. وبما أن الهدن السابقة لم تفلح في فتح طرق تعز، بل أفضت إلى حصول الحوثيين على نتائج إيجابية من الهدنة، فإن النتائج القادمة للهدنة المرتقبة ستؤدي إلى منح الحوثيين امتيازات إضافية.

 بدأت هذه الامتيازات تمنح بالفعل، فسفن الوقود التي احتجزها التحالف في البحر الاحمر تم السماح لها بدخول ميناء الحديدة، بعد أيام من الاستعراض الحوثي للقوة البحرية بالحديدة، ما يؤكد أن الحوثيين يفهمون جيدا لغة المجتمع الدولي، فهم يتصلبون في المواقف التفاوضية بالتوازي مع استعراضهم القوة على الميدان واللعب بمخاوف العالم، ليحصلوا على مكاسب إضافية مجانية، معتمدين على حليف صادق..

 ولا عزاء لخصومهم؛ المحليين بالطبع، الذين رهنوا  كل قرارات السلم والحرب، لحليف ماكر ومخادع.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

يؤكد فريق البحث أن هذه الدراسة تظهر بالدلائل العلمية للمرة الأولى الآليات البيولوجية التي "تثبت قدرات الزنجبيل في علاج الالتهابات لدى بعض المرضى".

يأتي الاستطلاع وسط تقارير تفيد بأن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يناقشون تفاصيل اتفاقية الدفاع المشترك

أطاحت جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الأربعاء، بحكومة عبد العزيز بن حبتور غير المعترف بها دوليا ضمن "التغيير الجذري" لزعيم الجماعة.

البحرين، المجاورة للسعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 دعماً للحكومة اليمنية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram