شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت - أصيل زكريا
للعام الثامن على التوالي، أجبر الحصار المفروض على مدينة تعز، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فيها ، مئات الطلبة الجامعيين على إيقاف الدراسة ، وأصبحوا عُرضة للانحراف، بينما فضل بعضهم الذهاب إلى سوق العمل بحثًا عن العمل لمساندة أهاليهم وتغطية نفقاتهم اليومية.
وفي جامعة تعز خرج العديد من الطلاب للتنديد بالحصار وقيام رئاسة الجامعة بفرض لائحة مالية جديدة لزيادة الرسوم الدراسية ورسوم الأنشطة والخدمات والغرامات على الطلاب ، في خطوة وصفوها بتحول الجامعة الحكومية إلى استثمار خاص.
ويعاني الطلاب المنتسبين للجامعة من رفع رسوم الدراسة أضعاف مضاعفة، رغم ما تمر به البلاد من ظروف صعبة وتدهور اقتصادي ومعيشي، إلى جانب اشتداد معاناة الحصار المفروض على مدينة تعز، وما يخلفه كل ذلك من مشقة ومعاناة وظروف قاسية على الطلاب والطالبات الذين يحلمون باستكمال دراستهم الجامعية.
تكاليف مضاعفة
ويشكو الطالب الجامعي من أسوأ أيامه بسبب غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المواصلات والمستلزمات الدراسية، بالإضافة إلى رفع الرسوم في الجامعات الحكومية ، فكل ذلك انعكس سلبًا على الطلاب وعائلاتهم.
يقول "مختار شداد" وهو طالب إعلام من مديرية التعزية الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين، إن" الطلاب الريفيين القادمين من مناطق الحوثيين يعانوا أكثر من غيرهم بسبب الحصار المفروض على المدينة، فيضطروا للسكن داخل المدينة وهذا الأمر يشكل أعباء مضاعفة على الطلاب بسبب ارتفاع الإيجارات وأسعار المواد الغذائية".
ويضيف "مختار" لـ"اليمن نت":" لا تكتفي الجامعة بالرسوم المفروضة لتضاعفها على الطالب المغلوب، وبذلك تكون قد قتلت حلمه الذي تكبد من أجله مشقة الطريق وعناء العيش في المدينة، ولم تكتفي برفع الرسوم لتفرض غرامة مالية لمن يتأخر في التسديد، الأمر أصبح لا يطاق".
من جانبه يتحدث الطالب رهيب هائل لـ"اليمن نت" قائلا: "أعارض تماما قرار الجامعة برفع الرسوم الدراسية من بداية هذا الشهر المقبل لأن الكثير من الطلاب حالياً يمرون بظروف صعبة للغاية ، جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواصلات التي تجاوزت الضعف للمشوار الواحد وأسعار الأوراق ، حيث بات سعر الورقة العادية الواحدة ثلاثون ريالا وأكثر من ذلك وبعض الطلاب اضطروا إلى توقيف العملية التعليمة وذهبوا إلى سوق العمل ".
ويشير هائل إلى أن البعض الآخر مازالوا يكافحون حتى يتخرجون ، ويجب على الجامعة أن تقدر معاناة الطلاب وتقلص الرسوم لا أن ترفعها تزامنا مع الأوضاع التي تمرُّ بها البلاد بكافة المجالات .
ويضيف": إذا استمر التعنت في اتخاذ القرار حينها يجب على جميع الطلاب القيام بمظاهرات وإضراب عن الحضور بجميع الكليات حتى تتراجع الجامعة عن قرارها ، يكفي مانمرُّ به من معاناة ، فلا تقحموا الجانب التعليمي بالأزمة من خلال رفع الرسوم على الطالب".
الطالب سام البحيري يقول في حديثه لـ"اليمن نت": تفاجئ الطلاب بأن الجامعة تفرض غرامة مالية ورسوم مضاعفة في الوقت الذي لا يجد فيه الطالب سوى الجامعة الحكومية كملجأ وحيد لتحقيق حلم الدراسة، لكنه يواجه عقوبات أشد وهي التبعات المالية ".
ويضيف البحيري :"هذه جامعة حكومية لا ينبغي أن يتحول الأمر إلى فرض رسوم تشبه الدراسة في الجامعات الخاصة خصوصا أن الطالب محاصر من كل الاتجاهات سواء من الحصار المطبق على المدينة أو الوضع الاقتصادي المتردي ".
معاناة الحصار
وتختلف معاناة طلاب الجامعات في تعز ويجمعها الحصار المفروض على المدينة ، فحينما يقرر الطالب قضاء الإجازة بين أهله في مناطق الحوثيين يتم اختطافه على حواجز الموت المنصوبة على مداخل ومخارج المدينة، وإذا قرر البقاء فهو أمام معاناة أخرى لصعوبة وصول البضائع والمواد الغذائية عبر الطرقات الوعرة التي تحولت إلى فخاخ للموت، تصطاد المسافرين والعربات عبر مسارات شاقة، في رحلة البحث اليومية عن بدائل للخروج من دائرة الحصار الحوثي .
الحسين بن طلال يشير في حديثه لـ"اليمن نت" إلى أن ظروف الحصار أجبرته وشقيقه الذي يدرس في كلية العلوم الإدارية على دفع تكاليف طرق طويلة سببها الحصار ومؤخرا قررا السكن داخل المدينة في ظل الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار وعدم القدرة على شراء المناهج الدراسية، ونتيجة هذه الظروف الصعبة التي ضاعفها الحصار لجأ إلى العمل في بوفية لتوفير الرسوم الجامعية .
سام البحيري يؤكد هو الآخر أن هذه الرسوم التي فرضتها جامعة تعز هي حصار آخر يثقل كاهل الطلبة
لاسيما أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الطالب مزري للغاية.
ويضيف :"بالأمس كانت هناك مبادرة على طريقك لمساعدة الطالب وتسهيل العملية التعليمية لمواصلة مشواره التعليمي، لكنا نتفاجئ اليوم بهذه القرارات التعسفية التي تجعل الطلاب يعزفون عن الدراسة "لافتا إلى أن محاربة الطالب بهذه الطريقة يجعل أمد الحرب طويلا ويطبق الحصار من جميع النواحي.
تأثير الأوضاع الاقتصادية
وفي ظل أزمة إنسانية تعيشها البلاد، تضاعفت معاناة المواطنين المثقلة بمعاناة وأزمات اقتصادية أخرى وتفاقمت أزمة المشتقات النفطية لتنعكس على ارتفاع أجور المواصلات والنقل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية بشكل غير مسبوق.
ومع ارتفاع أسعار الوقود في اليمن خلال الفترة الماضية ارتفعت أجور المواصلات والنقل في البلاد بشكل كبير يقول الطالب موسى المليكي الذي يدرس نفقة خاصة ،إن تكاليف النقل من منطقته التي يسكنها بريف جبل حبشي إلى المدينة وصلت إلى نحو 5 الف ريال يوميا، وبالنسبة لموسى فإن هذا المبلغ يُمثل عبئًا ماليًا كبيرًا عليه في حال قرر البقاء في القرية.
ويضيف المليكي :"أصبح الطالب عاجزًا حتى عن دفع تكاليف المواصلات للذهاب إلى الجامعة، فالطالب الذي يسكن داخل المدينة ويستقل ثلاث حافلات يحتاج يوميًا إلى نحو 1200 ريال، وذلك مبلغ يتجاوز قدرة وإمكانية أي طالب".
من جانبه يستنكر الاتحاد العام للطلاب في الجامعة مضاعفة الرسوم المالية على الطلاب من مجلس رئاسة الجامعة ويعتبرها مخيبة لكل التوقعات والبشارات التي حملتها المرحلة الجديدة وتوجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بمعالجة الأوضاع وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي.
ومن الصعب معرفة عدد الطلاب المحرومين من التعليم الجامعي في اليمن بشكل مباشر، وهناك أعدادًا كبيرةً من طلبة الجامعات الحكومية لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم، بسبب عدم مقدرتهم على توفير مصاريف الدراسة ، ونتيجة غلاء المعيشة وسوء الخدمات الأساسية والصحة النفسية.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين