The Yemen Logo

الحرائق السياسية التي تغذيها الإمارات.. هل تحول جنوب اليمن إلى ساحة صراع إقليمي؟ (تقرير خاص)

الحرائق السياسية التي تغذيها الإمارات.. هل تحول جنوب اليمن إلى ساحة صراع إقليمي؟ (تقرير خاص)

اليمن نت - 21:25 14/09/2018

على الرغم من تحرير المحافظات الجنوبية في اليمن والعاصمة المؤقتة عدن، قبل أكثر من عامين لكن هذه المحافظات لازالت مضطربة وتشهد بين فترة وأخرى حرائق سياسية، تشعلها الإمارات ضد الحكومة الشرعية وبين المكونات الجنوبية المتصارعة، من أجل إشغال الجميع عن تحركاتها الحثيثة للسيطرة على موانئ وثروات الجنوب.

آخر تلك الحرائق التي أشعلتها "أبو ظبي" عبر أدواتها في الجنوب اليمني، كانت موجة من الاحتجاجات ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، حيث خرج الآلاف في محافظات عدن وحضرموت والضالع ولحج وأبين، تطالب بإصلاح الوضع الاقتصادي المتدهور وإنقاذ العملة، وتتهم الحكومة بالفساد وتدمير الاقتصاد.

لكن تلك الاحتجاجات سرعان ما بدأت تأكل نفسها واشتعل صراع من نوع آخر، بين أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الذي اقتصرت مطالبه على إسقاط الحكومة الشرعية، بينما طالب مكون "الحراك الثوري الجنوبي"، برحيل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ورفعوا شعارات تتهم الملك السعودي بالعمالة، وجامو بإحراق صور حكام السعودية والإمارات.

وبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي، عملية للتحريض ضد زعيم الحراك الثوري الجنوبي "حسن باعوم"، لمعارضته ممارسات السعودية والإمارات، وهو ما ينذر بأزمة جديدة قد تتحول لمواجهة عسكرية، واتهم رئيس المجلس "عيدروس الزبيدي" عبر قناة إماراتية القيادي الجنوبي "حسن باعوم"، بأنه عميل لطهران، في عملية تحريض اعتبرها مراقبون إشعال لفتيل أزمة جديدة في المحافظات الجنوبية بإشراف إماراتي.

التحول من الصراع السياسي إلى المسلح..

وأحرق العشرات من أنصار المجلس التابع للإمارات صور القيادي "باعوم"، في محافظة حضرموت وعدن، بشكل يستفز أنصار باعوم، ويدفعهم لمزيد من التصعيد، فيما اعتقلت قوات النخبة الحضرمية والحزام الأمني عددا من أنصار باعوم، وجامو بقمع تلك الاحتجاجات بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل وإصابة متظاهرين.

الصحفي اليمني "أدهم فهد" يرى أن المحافظات الجنوبية ستشهد أحداثا ستزيد من سخونة المشهد، وقال إن انقسام فصائل الحراك الجنوبي الانفصالي ليست بجديدة وهي منذ ٢٠٠٧، وكانت مقتصرة على صراع البيانات والميكرفونات خلال الفعاليات، لكن الأمور اليوم تغيرت وبات أحد الأطراف يملك القوة العسكرية والتمويل من دولة الإمارات، فيما الطرف الأخر لا يمتلك ترسانة عسكرية كتلك التي لدى الانتقالي لكنهم يتلقون تمويلا من دول أخرى كإيران، في إشارة إلى أنصار "باعوم".

وأضاف "أدهم" في حديث لـ "اليمن نت" أن المحصلة النهائية للمشهد الجنوبي، ستكون هناك اضطرابات نتيجة الصراع الحاصل ولن يكون هناك استقرار،

فالوضع أصلا حتى بدون تلك الصراعات هش للغاية نظرا لعدة عوامل أبرزها ضعف الحكومة الشرعية.

وحول موقف الجنوبيين من صراعات الانتقالي مع الحكومة والمكونات الجنوبية الأخرى، اعتبر "أدهم" أن الشارع الجنوبي خذل كثيرا من المجلس الانتقالي و"الزبيدي" تحديدا حتى أنصاره، باتو يدركون بأن المجلس يبحث عن مكاسب سياسية فقط، ويرون أن دور المجلس بات معطلا للحياة السياسية والاقتصادية في تلك المحافظات، ما أدى لتراجع شعبية الانتقالي وقياداته بشكل كبير.

تتهم الإمارات والسعودية سلطنة عمان باستخدام أراضيها لتهريب السلاح من إيران للحوثيين

ساحة لصراع إقليمي!

ويؤكد "أدهم" الذي ينتمي لمدينة عدن ويغطي الأحداث السياسية والعسكرية فيها، أن لا حلول منطقية للخروج من صراع المكونات الجنوبية، فهناك مكونات متواجدة لغرض الاسترزاق بالقضية الجنوبية واستثمارها، ومكونات أخرى تحمل أفكار معتقة وتطالب بعودة وضع الجنوب إلى فترة ما قبل الاستقلال (الجنوب العربي)، أي قبل عام ١٩٦٧م، وهناك مكونات أخرى أشبه ما تكون بأدوات ودورها تعطيلي فقط، ناهيك عن اختلاف مصادر التمويل وهذا ما يصعب المهمة.

ويحذر من أن أبرز مخاطر هذا الصراع لن تشهد المحافظات الجنوبية استقرارا كاملا، وسيشكل الصراع تهديدا لدول الخليج خصوصا "السعودية"، فهناك مكونات مدعومة من إيران، وأخرى من الإمارات.

وتهدد هذه الصراعات السياسية بإشعال صراع مسلح قد يضرب مستقبل المحافظات اليمنية الجنوبية، وتؤثر على أمن واستقرار اليمن وجيرانها بشكل عام، خصوصا سلطنة عمان والسعودية التي تربطهما حدود برية وبحرية كبيرة مع اليمن، وتتأثر الدولتان بأي اضطراب في اليمن بشكل مباشر.

دبلوماسيون يمنيون يعتبرون أن الإمارات تخسر أوراقها كل يوم بطيش سياستها، ويؤكدون أن سلطنة عمان والسعودية لن تسمح باستمرار التحركات الإماراتية، لكن ذلك قد يشعل الصراع الخليجي بشكل أكبر، وقد تتحول بعض المحافظة الجنوبية إلى ساحة صراع بين السعودية والإمارات كما يحدث في محافظة حضرموت، حيث تسيطر الإمارات على المكلا ومديريات الساحل، بينما تسيطر السعودية على سيئون ومديريات الوادي والصحراء، والحال ينطبق على جزيرة سقطرى والمهرة، التي تتصارع الإمارات والسعودية وسلطنة عمان من أجل السيطرة عليها.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram