The Yemen Logo

(الانتقالي الجنوبي).. من الانحسار والتراجع إلى التوسع والتصعيد.. الدلالات والتداعيات

(الانتقالي الجنوبي).. من الانحسار والتراجع إلى التوسع والتصعيد.. الدلالات والتداعيات

اليمن نت - 22:51 19/05/2023

اليمن نت -وحدة التقارير- من فارس محمد

في السابع من شهر مايو الجاري، أعلن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عمّا اسماه ب "الميثاق الوطني الجنوبي" المنبثق عن المشاورات الأخيرة التي أجراها مع شخصيات، ومكونات جنوبية.

وعقب إنتهاء المشاورات، أصدر رئيس المجلس الانتقالي سلسلة من القرارات، تضمنت تعيينات جديدة، وإعادة تشكيل الهيئات القيادية، في الانتقالي، واستحداث هيئات، ودوائر جديدة للمجلس ومن بين التعيينات تعيين ثلاثة نواب للزبيدي في المجلس، من بينهم عضوان في مجلس القيادة الرئاسي هما عبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني، إلى جانب اللواء أحمد سعيد بن بريك.

رافقت هذه الخطوات، دعوات المجلس في المناطق الشرقية للبلاد، خصوصا في حضرموت من إقامة مشاورات، وفعاليات للمجلس، الى جانب التحريض على المنطقة العسكرية الاولى، والمطالبة بإخراجها من مناطق الجنوب.

تشكل الخطوات الجديدة للانتقالي، أكبر تحول في تاريخ المجلس منذ تأسيسه في مايو 2017 وستكون لها تداعياتها على المشهد اليمني، الذي يمر بمنعطف حرج، في ظل الحديث عن المشاورات السياسية، التي تجريها السعودية، وسلطنة عمان، في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة في سبيل وقف الحرب، واستحقاقات مرحلة ما بعد الحرب-وفق مراقبين.

فما دوافع تصعيد الانتقالي وما دلالاته؟ وما تداعياته على مستقبل الأزمة اليمنية، والمشاورات السياسية الجارية بين الحكومة الشرعية والحوثيين؟

* خطوة ضغط إماراتية

أنتعاش تحركات المجلس الانتقالي، وتوسعه، وتصعيده، واصطفاف قوى جنوبية جديدة محسوبة على المجلس الرئاسي للمجلس الانتقالي، المدعوم اماراتيا، ودفع الامارات إلى تحريك أجندتها في اليمن، في الوقت الذي تجري فيه شريكتها في التحالف "السعودية" بوساطة دولة عمان وبرعاية أممية، مشاورات لإيقاف الحرب في البلاد؛ يضع الكثير من التساؤلات، حول دوافع، ودلالات هذا التصعيد، وعلاقته، وتأثيراته، على وضع ومستقبل المشاورات الجارية بين أطراف الصراع في اليمن(الحكومة والحوثيين).

الدكتور والأستاذ في علم الاجتماع السياسي عبد الكريم غانم، أرجع تحركات الانتقالي الجنوبي الأخيرة، إلى التنافس الإقليمي، بين دولتي التحالف العربي في اليمن، المتمثلة في دولة الامارات، والمملكة العربية السعودية.

وفي تصريح ل "اليمن نت" قال غانم "إن الإمارات عمدت إلى تحريك وكلائها في جنوب اليمن، والمتمثل في المجلس الانتقالي، كرسالة احتجاج إماراتية غير مباشرة، على السعودية مفادها أن الامارات مازلت موجودة، ومؤثرة، في الملف اليمني، وضرورة جعلها، ومصالحها من الأولويات في اي اتفاقيات قادمة لحل الازمة اليمنية، وهو ما يفسر تحول وضع المجلس الانتقالي من حال الانحسار والتراجع إلى إعادة الهيكلة والتوسع.

وأضاف: فالخطوات التي قام بها الانتقالي، رغم نتائجها الواضحة في إنعاش المجلس الانتقالي، وتعزيز نفوذه السياسي، هي خطوة إماراتية تصعيدية ضد السعودية، نسفت جهود شهور من الترتيبات السياسية والأمنية التي قامت بها الرياض، بما فيها مصير المفاوضات مع الحوثيين، فاصطفاف قوى جنوبية جديدة مع الانتقالي قد يعيق قدرة الرياض على فرض مقاربتها للحل السياسي -حسب وصفه.

وأوضح غانم: تحركات الانتقالي، وتصعيده، نحو المحافظات الشرقية على رأسها حضرموت، التي تمثل العمق الاستراتيجي للمملكة، تمثل "رسائل ضغط إماراتية" على السعودية، تعود إلى الخطوة الأحادية التي سلكها السعودية في الذهاب للتفاوض مع الحوثيين؛ لأنهاء الحرب في اليمن دون علم أو مشاركة الامارات، الأمر الذي دفع أبو ظبي لاستخدام وسائلها في الضغط على الرياض لأخذ مصالح الأمارات بالحسبان.

*دور مبتذل

أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان وصف ما يقوم به الانتقالي الجنوبي في المحافظات الجنوبية والشرقية ب بالعمل السخيف والمبتذل.

وفي تصريح لليمن نت قال شمسان، وجدت الامارات ضالتها في شخص عيدروس الزبيدي، وبقية قيادات المجلس الانتقالي، في تدمير الدولة اليمنية، بكل مؤسساتها، وقادتها، لما يحملون (أي قادات الانتقالي) من نفسيات مأزومة، ومطالب ذاتية، دونية، على حساب كرامتها، وقضية الجنوب المشروعة.

وأضاف شمسان : قامت الامارات، بضوء أخضر من المملكة العربية السعودية، وعبر وكلائها، في المجلس الانتقالي، في تدمير الدولة اليمنية، في مناطق نفوذها، جيشها، ومؤسساتها، بدءًا من محاولات توظيف مؤسسات الدولة، وأجهزتها، في خدمة أجندتها، ومرورًا لاستهداف هذه المؤسسات، تحت مسمى اجتثاث الإرهاب، ودعاوى أن الدولة، ومؤسساتها مجرد أوكار للجماعات الإرهابية (الورقة التي تلعب عليها الامارات ،وتروج لها عبر أجندتها في الانتقالي، في محاربة الدولة اليمنية، وخلق حالة من الصراعات، والنزاعات المستمرة، ين ابناء البلد الواحد) وعملت على إقصاء، وتهميش قيادات الدولة الوطنيين المناهضين لسياستها، وضغطت في سبيل ازاحتهم من مناصبهم، في الحكومة، كل هذا العمل والدور التدميري، والكبير الذي قامت به الامارات، كان عبر أيادي محلية ممثلة بأجندتها، في المجلس الانتقالي الجنوبي، للأسف.

وأضاف شمسان صنعت الامارات من الانتقالي القوة الاولى في المحافظات الجنوبية، وجعلت منه ورقة ضغط وابتزاز على الحكومة اليمنية والمملكة (والاخيرة في ملفات معينة) واداة لتمرير مشروعها وخدمة مصالحها.

*تداعيات خطرة

اصطفاف قوى جنوبية جديدة، محسوبة على المجلس الرئاسي، للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا(حيث أصبح للأخير أربعة أعضاء مواليين له وللإمارات، مقابل أربعة في المجلس الرئاسي البالغ عددهم ٨ اعضاء) وانتعاش تحركات المجلس مؤخرا، وتوسع طموحاته، وتصعيده في المحافظات الشرقية -خصوصا في حضرموت -في الوقت الذي تخوض فيه دول الاقليم، والأمم المتحدة، جهود ومشاورات حثيثة؛ لوقف الحرب في البلاد، يشكل تهديدا حقيقيا للمجلس الرئاسي، وادائه، ومستقبله، ومستقبل الوحدة والحل السياسي في البلاد -وفق مراقبون.

ويوم الخميس الحادي عشر من مايو، أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القرار رقم (7) للعام 2023، والذي قضى بدعوة الجمعية الوطنية لعقد دورتها السادسة، وذلك في مدينة المكلا في محافظة حضرموت بتاريخ 21 مايو 2023م.

وقال الزبيدي إن انعقاد الجمعية ادورتها هذا العام، في حضرموت يكتسب أهمية متميزة، وتحمل مكانة خاصة، تعكس وتؤكد ان عدن والمكلا للجنوب كجناحين يطير بهما، ومن خلالهما سيحلق في رحاب الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م-حسب وصفه.

تحركات المجلي الانتقالي باتجاه محافظة حضرموت، صفت هذه الخطوة من قبل مكونات حضرمية ، بأنها ممارسات استفزازية من قبل المجلس الانتقالي؛ ن للحكومة الشرعية وللملكة السعودية على حد سواء؛ نتيجة لرمزية المحافظة، وخصوصية قربها من المملكة، ولحالة الرفض التي يعيشها الاغلبية الساحقة من أبناءها للمجلس الانتقالي، وسلوكه وسياسته، متهمين إياه بممارسة الارتزاق، والتبعية لمشاريع خارجية، بعيدة عن مطالب أبناء الجنوب، وبممارسة سياسة الضم، والالحاق، والتبعية، التي يرفضها أبناء المحافظة، وغيرها من المحافظات الشرقية للبلاد.

وقالت "مرجعية قبائل حضرموت" إن حوار الانتقالي لا علاقة له بالجنوب، وإن الانتقالي يحتكر مجددا القضية الجنوبية، عبر كيانات وهمية لا تمثل الجنوب، بينما قال المجلس العام لأبناء سقطرى، وحضرموت، بأنه يرفض "ميثاق الانتقالي" وحذر من مشاريع الانتقالي في الجنوب، حذر "لمجلس العام لأبناء حضرموت والمهرة" من خطورة خطوات الانتقالي، ووصفها بالمناطقة، والتمزيقية، وقال إن عيدروس الزبيدي يتخذ من موقعه في المجلس الرئاسي سلما لتمرير مشروع الانفصال.

القيادي الحضرمي وعضو مجلس الشورى اليمني "صلاح باتيس" قال في مقابلة تلفزيونية إن ابناء حضرموت، والمحافظات الشرقية للبلاد، يرفضون السياسات القديمة التي مورست بحقهم، والتي كان نتائجها التهميش، والاقصاء والتبعية، وأكد "إما ان نكون أقاليم مستقل تحت مظلة الجمهورية اليمنية -وفق مخرجات الحوار-أو دولة شرق في حال ما إذا كان هناك انفصال، - حسب تعبيره

وأضاف باتيس: المجلس الانتقالي الجنوبي يحاول عبر ما أسماه ب "الحوار الوطني الجنوبي" تحقيق مكاسب سياسية بعد فشله عسكريا.

وتابع: سلوك الانتقالي المشبع بالمناطقية يزيد من تعقيد المشهد السياسي في الجنوب، ويعمق الخلافات بين مكونات القوى الجنوبية.

مواقف أبناء مكونات حضرموت من المجلس الانتقالي، وخطواته، قد تقود إلى اندلاع مواجهات، وحرب بالوكالة في محافظة حضرموت، والمحافظات الشرقية، تغذيها الامارات عبر وكلائها في الانتقالي، على غرار ما حصل في عدن، وسقطرى، وشبوة، في حال إصرار الأخير على دخول المحافظة عنوة، والسيطرة عليها.

عبدالباقي شمسان، أرجع خطورة خطوات الانتقالي سواء في حضرموت أو غيرها إلى مكر التحالف، وتعطيل قرار وموقف الشرعية اليمنية، المتمثلة بالمجلس الرئاسي.

وفي مستهل حديثه ل اليمن نت أشار شمسان: عمل التحالف على إنشاء المجلس الرئاسي، من قوى متباينة ومتناقضة، فكريا، وعقائديا، وعمل على استقطابها، وتسخيرها فيما يخدم توجهه، ويبدو وفقا للوقائع على الأرض أن ما يقوم به(أي التحالف) هو تمهيد لمشروع الانفصال، وأن هذا المشروع (الانفصال) يعد هدفا رئيسيا من إنشاء هذا المجلس، الرئاسي الذي شكلته السعودية، وأن ما تقوم به الامارات من دعم للمجلس الانتقالي الجنوبي، إنما يصب في سبيل تحقيق هذا الهدف.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

يؤكد فريق البحث أن هذه الدراسة تظهر بالدلائل العلمية للمرة الأولى الآليات البيولوجية التي "تثبت قدرات الزنجبيل في علاج الالتهابات لدى بعض المرضى".

يأتي الاستطلاع وسط تقارير تفيد بأن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يناقشون تفاصيل اتفاقية الدفاع المشترك

أطاحت جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الأربعاء، بحكومة عبد العزيز بن حبتور غير المعترف بها دوليا ضمن "التغيير الجذري" لزعيم الجماعة.

البحرين، المجاورة للسعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 دعماً للحكومة اليمنية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram