The Yemen Logo

الاحتفاء بـ"جمعة رجب".. كيف حولتها الحرب إلى "مناسبة سياسية"؟

الاحتفاء بـ"جمعة رجب".. كيف حولتها الحرب إلى "مناسبة سياسية"؟

وحدة التقارير - 23:09 27/01/2023

يحتفل الآلاف من اليمنيين كل عام في أول جمعة من شهر رجب المحرم بما تسمى "جمعة رجب"، والتي يقال إن مبعوثي الرسول الكريم وصلوا فيها إلى اليمن لنشر الدين الإسلام، و"آمن بهم جميع اليمنيين".

ويعتبر الكثيرون هذه الذكرى مناسبة دينية يمكن أن ترقى إلى مستوى "عيد إسلامي"، تلبس فيها الجديد وتقوم بذبح "الأضاحي" وإقامة ولائم طعام كبيرة، وإقامة المدائح الدينية. وفي صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، يقوم البعض بتوزيع الحلوى على الأطفال بهذه المناسبة، بهدف غرسها في أذهانهم.

ظلت المناسبة لسنوات طويلة مرتبطة بشدة بـ"الصوفيين" في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، قبل الانتقال إلى صنعاء والمحافظات الشمالية.

وفي جامع الجند التاريخي، شمال غرب مدينة تعز، يتوجه الكثير إليه في أول جمعة من شهر رجب، وتقام احتفالات كبيرة، بمناسبة وصول دعوة الإسلام على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل، الذي يقول المؤرخون إنه أول من أسس جامع الجند بأمر من الرسول الكريم.

وفي الحديدة يحتفل بعض الصوفيين بهذه المناسبة، تحت مبرر أن الرسول الكريم بعث الصحابي "أبو موسى الأشعري" إلى زبيد لتعليم الناس تعاليم الإسلام.

أما في صنعاء والمحافظات الشمالية، فلم يكن يحتفل بالمناسبة سوى القليل ممّن يدعون صلتهم بـ"آل البيت"، وتتبعهم بعض المناطق القليلة، خصوصاً في صنعاء والمحافظات القريبة منها، وفق بعض المؤرخين.

لكن بعد انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014؛ تحولت "جمعة رجب" إلى مناسبة كبيرة وشبه رسمية، تحت ذريعة "الدخول في الإسلام على يد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، الذي يقولون إن الرسول الكريم أرسله إلى صنعاء لنشر الإسلام، وهو ما نفاه الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله.

أبعاد سياسية

وبعيداً عن مسألة الدخول في الإسلام على يد أيٍّ من الصحابييّن الجليلين أو غيرهما؛ إلا أن المناسبة أخذت في الوقت الحالي منحىً بعيداً، خصوصاً من قبل مليشيات الحوثي السلالية، قابلها "تطرف" من بعض المعادين لها؛ وصل لحد القدح في الصحابة والدين.

يرى سياسيون ودعاة أن الحوثيين يحاولون استغلال أي مناسبة لبسط نفوذهم، ويجدون في هذه "جمعة رجب" إحدى هذه الفرص؛ خصوصاً أنها مرتبطة لديهم بالصحابي علي بن أبي طالب، الذي يدعون أن الله حصر ولاية الأمر في سلالته دون غيرهم.

ويدأب الدعاة الحوثيون في هذه المناسبة على الحديث عن فضل علي بن أبي طالب، ودوره الكبير في دخول اليمنيين في الدين الإسلامي، قبل التعريج على ما يسمونه "تولي الإمام علي"، وأفضلية سلالته، وحرمة الخروج عليها بأي شكل من الأشكال، من خلال تحريف أحاديث النبي الكريم.

ويرى الدكتور "علي قاسم البكالي" أن السلاليين ابتدعوا هذه المناسبة لأهداف خفية، إما لجمعة دخول "يحيى الرسي" صنعاء واحتلاله لها وإعلانه مذهبه الشيعي السلالي بمساعدة الوالي العباسي أبو العتاهية، أو أنها ترمز للتحالف السلالي الذي تم بين الصوفية والهادوية بعد انهيار الصليحيين، حد تعبيره.

اختلاقات السلاليين وافتراءاتهم قابلتها أصوات "متطرفة" انحرفت بعيداً عن فحوى القضية إلى القدح في الدين، والصحابي الجليل علي بن أبي طالب، وصلت إلى قيام البعض من أتباع حركة "أقيال" إلى السخرية منه؛ بذريعة انتماء الحوثيين إليه.

حقيقة "جمعة رجب"

تشير المراجع التاريخية إلى أن اليمنيين بدأوا الدخول في الإسلام قبل وصول سفراء الرسول إليها، وأنهم إنما أتوا لاحقاً لتعليم شعائر الإسلام والنظر في المسائل.

يؤكد القاضي محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله أن جمعة رجب هي "يوم وصول معاذ بن جبل مع أبي موسى الأشعري إلى اليمن لتعليم أهلها شرائع الإسلام، فبنى مسجد الجند وخطب فيه لأول مرة في أول جمعة من رجب في السنة العاشرة، فكان الناس في تلك المنطقة يذهبون إلى جامع الجند في كل عام لإحياء تلك المناسبة بالعبادة والتقرب إلى الله، ثم انتقل للمناطق العليا فكان يوماً لزيارة الأرحام".

"وبالنسبة لدخول الإسلام إلى اليمن هناك بدايات مبكرة في مكة كانت مع أبي موسى الأشعري، وقيس بن مالك الأرحبي الهمداني، والطفيل بن عمرو الدوسي، وفروة بن مسيك المرادي، ولم تأت رسالة النبي عليه السلام إلى باذان في السنة السادسة من الهجرة مع وبر بن يحنس الخزاعي إلا وقد انتشر عند بعض القبائل التي أسلم منها أولئك الصحابة"، بحسب ما ذكر الباحث عبدالله القيسي.

وأضاف: "أما إرسال علي فيذكر التاريخ أنه جاء إلى نجران في رمضان السنة العاشرة وفيها عدة تناقضات، وأما قصة إسلام همدان على يده فمصنوعة، لأنه لم يصل لهمدان، ولأن همدان كانت قد دخلت من قبل في الإسلام على يد قيس بن مالك الهمداني".

أما عن مشروعية الاحتفاء بهذه المناسبة؛ فيذهب الكثير من العلماء إلى حرمتها.

وعن قيام بعض المراجع الصوفية بإضافة "مسجد الجند" إلى المساجد التي أوصى الرسول بشد الرحال إليها، في حديثه: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد..."؛ فقد أكد الشيخ العمراني أنها "زيادة مفتراة" على النبي، ولا وجود لها في الأحاديث الصحيحة.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

يؤكد فريق البحث أن هذه الدراسة تظهر بالدلائل العلمية للمرة الأولى الآليات البيولوجية التي "تثبت قدرات الزنجبيل في علاج الالتهابات لدى بعض المرضى".

يأتي الاستطلاع وسط تقارير تفيد بأن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يناقشون تفاصيل اتفاقية الدفاع المشترك

أطاحت جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الأربعاء، بحكومة عبد العزيز بن حبتور غير المعترف بها دوليا ضمن "التغيير الجذري" لزعيم الجماعة.

البحرين، المجاورة للسعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 دعماً للحكومة اليمنية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram