لا يتوقف الغضب الإماراتي من مفاوضات السعودية مع الحوثيين
أعلنت الأمم المتحدة عن دعم جماعة الحوثي المسلحة بسيارات من أجل إزالة الألغام، على الرغم من كون الجماعة المسلحة مسؤولة عن ملايين الألغام المزروعة في البلاد.
جاء ذلك في تغريدة على "تويتر" نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر الصفحة الرسمية لمكتبه في اليمن.
وقال البرنامج إنّه سلم اليوم، 20 سيارة لشريكه المركز التنفيذي لنزع الألغام (خاضع لسيطرة الحوثيين) بهدف دعم الجهود المستمرة في الحديدة (إزالة الألغام).
وتسيطر ميليشيات الحوثي، على البرنامج الوطني لمكافحة الألغام في صنعاء. وتُتهم باستخدام البرنامج ضعف إمكانياته البشرية والفنية لزراعة المزيد من حقول الألغام.
تأتي المساعدة الأممية بعد أيام من توجيه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، رسالة خطية للأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، يتهم فيها المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيثس، بشرعنة سيطرة ميليشيات الحوثي على مدينة وموانئ الحديدة، غربي البلاد.
والشهر الماضي قالت بريانكا موتابارثي، القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "لم تقتل وتشوه الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. منعت الألغام أيضا منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد".
Today, @UNDP in #Yemen delivered 20 vehicles to our partner #YEMAC to support ongoing efforts in #Hodeidah. First of larger procurement for mine action in both north & south that will help ensure deminers are better equipped and able to work in challenging environments. pic.twitter.com/MnLeLBDdPn
— UNDP Yemen (@UNDPYemen) May 28, 2019
وأثارت هذه الخطوة سخط اليمنيين.
واستغرب ناشطون هذا الدعم الأممي واستهجنوه، فجماعة الحوثي تعد الطرف الوحيد في اليمن الذي قام بزراعة ملايين الألغام فيما لم تقدم الأمم المتحدة هذا الدعم لفرق القوات الحكومية، التي تمكنت من نزع مئات الآلاف من الألغام زرعها الحوثيون في كل المناطق اليمنية التي سيطرو عليها.
وسخر الكاتب والصحفي اليمني “كمال السلامي” من الإعلان، وقال نبارك للحوثيين الدعم الأممي السخي، والذي كان آخره منحهم عشرين سيارة حديثة ومجهزة لنزع الألغام، وأشار في منشور على فيسبوك التقارير الدولية تقول إن الحوثيين زرعوا مئات الآلاف من الألغام، وتسببت في سقوط آلاف الضحايا، ثم يأتي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليدعم الجماعة بعشرين سيارة لنزع الألغام.
وأكد السلامي أن المملكة العربية السعودية هي الداعم الأبرز للمنظمات الأممية، ما يعني أن هذه المنح المالية والعينية والإغاثية تمولها السعودية، واستهجن قائلا، لم يبقى إلا أن يقوم المبعوث الأممي ومسؤولي المنظمات الأممية باختتام تصريحاتهم وبياناتهم بالصرخة الحوثية.
وقال الناشط اليمني “نشوان قحطان” لم تكتفِ الأمم المتحدة بدعم الحوثي سياسياً، بل دعمتهم ب 20 سيارة مجهود حربي، تحت عنوان مشروع إزالة الألغام في محافظة الحديدة، وأضاف في فيسبوك “الأمم المتحدة تدعم الحوثي بالسيارات ليركب عليها لزراعة أكبر عدد ممكن من الألغام في المحافظات.
وتساءلت الناشطة “أروى أحمد”: الامم المتحدة هل عبيطة أم بتستعبط، سيارات لنزع الالغام ام لزرع الألغام!، وأضافت في تعليقها “تذكرت خيام الأمم المتحدة التي حاصر الحوثي بها صنعاء وأسقط الدولة، وقالت ساخرة (نحن في عالم ولا في الخيال).
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، ومسلحي جماعة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014، ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلّفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقًا لوصف سابق للأمم المتحدة.
وقال الإعلامي محمد البيضاني: الأمم المتحدة تمنح مليشيا الحوثي عشرات السيارات رباعية الدفع وذلك شكرًا وامتنانا للمليشيا بزراعة الألغام، بل وتشجيعاً للمزيد من زراعة الألغام وتفخيخ طرق اليمنيين ومدنهم.
فضيحة مدوية، الأمم المتحدة وعبر @UNDPYemen تمنح مليشيا الحوثي عشرات السيارات رباعية الدفع وذلك شكرًا وامتنانا للمليشيا بزراعة الألغام، بل وتشجيعاً للمزيد من زراعة الألغام وتفخيخ طرق اليمنيين ومدنهم. https://t.co/7pDuVtrHEb
— محمد الضبياني Mohammed Aldhabyani (@maldhabyani) May 28, 2019
الصحافي فارس سعيد كتب يقول: هذا الدعم يفترض يذهب للفرق الهندسية التي تعمل بإمكانيات بسيطة للغاية في نزع الغام الحوثي ذات الاحجام والاشكال المختلفة والتي تهدد يوميا حياة المواطنيين في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة الجماعة.
من الذي يزرع الألغام عشان الحوثي يجي ينزعها بعدهم ⁉️
هذا الدعم يفترض يذهب للفرق الهندسية التي تعمل بإمكانيات بسيطة للغاية في نزع الغام الحوثي ذات الاحجام والاشكال المختلفة والتي تهدد يوميا حياة المواطنيين في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة الجماعة. https://t.co/2p6FpKxAyO— فـارس الحميري ✪ Fares Alhemyari (@FaresALhemyari) May 28, 2019
وقال محمد جميح الكاتب والمحلل السياسي: ما معنى هذا؟ معناه أن الحوثي كلما احتاج مركبات،زرع ألغاماً ليحصل على مركبات لإزالتها. في القانون الدولي: زراعة الألغام جريمة حرب، وفِي القانون الأممي تعد زراعة الألغام باب رزق تأتي منه المركبات.
الحوثيون يزرعون الألغام والأمم المتحدة تعطي مركزاً خاضعاً لهم مركبات للمساعدة في نزعها.
ما معنى هذا؟
معناه أن الحوثي كلما احتاج مركبات،زرع ألغاماً ليحصل على مركبات لإزالتها.
في القانون الدولي:زراعة الألغام جريمة حرب،وفِي القانون الأممي تعد زراعة الألغام باب رزق تأتي منه المركبات. pic.twitter.com/yMUDXJluQx— د. محمد جميح (@MJumeh) May 28, 2019
أما الباحث كمال حيدرة فكتب يقول: قبل فترة منحت الأمم المتحدة 17 مليون دولار للحوثيين لنزع الألغام، والآن تمنح أحد مرافقي محمد الحوثي 20 سيارة لذات الغرض!
وأضاف: الحوثيون هم الوحيدون الذي يزرعون الألغام في البلاد، وهذا يعني أن المنظمة مساهم رئيسي في موت مئات اليمنيين بهذا الدعم الذي يذهب لزراعتها!
قبل فترة منحت الأمم المتحدة 17 مليون دولار للحوثيين لنزع الألغام، والآن تمنح أحد مرافقي محمد الحوثي 20 سيارة لذات الغرض!
الحوثيون هم الوحيدون الذي يزرعون الألغام في البلاد، وهذا يعني أن المنظمة مساهم رئيسي في موت مئات اليمنيين بهذا الدعم الذي يذهب لزراعتها!@UNDPYemen @UNarabic pic.twitter.com/Mw7EYSvHaZ— كمال حيدرة (@kamalhaidara) May 28, 2019
الناشط عادل النزيلي كتب يقول: مهمة الأمم المتحدة اجبار مليشيات الحوثي تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في مناطق المدنيين اثناء اجتياحها لمدنهم واحيائهم وقراهم.
https://twitter.com/adelnozili/status/1133501569499115520
الصحافي ياسين العقلاني كتب يقول:
استشهد العديد من خبراء نزع الألغام أثناء قيامهم بمهمة إزالة الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، إما بسبب بعدم توفر تقنيات حديثة أو بسبب خطورة الألغام المزروعة واختلاف أشكالها إذ أن بعضها مموهة على شكل صخور أو جذوع أشجار، ومع ذلك ذهب الأمم المتحدة لتكرييم الحوثيين بسيارات.
— ياسين العقلاني (@yaseenaklani) May 28, 2019
وثق الإحصاء السنوي للسجون الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين وجود 11 صحفيًا سعوديًا في السجن بسبب عملهم اعتبارًا من 1 ديسمبر 2022.
يغرق اليمن وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.