عاطف العميري

بعد فترة قصيرة تربع فيها أشبال سبأ على عرش بطولة غرب آسيا للناشئين.. ها هم يجردون من اللقب بعد خسارتهم لمعركتهم الثانية ضد المنتخب الأردني بهدف نظيف، وقبلها الخسارة ضد المنتخب العراقي بهدفين لهدف، خروج لا شكّ أنه سيترك حسرة في صدور اللاعبين والجماهير، غير أن الأداء الرائع والمقنع للأحمر الصغير يثلج القلوب ويبعث الأمل في مستقبل أفضل للكرة اليمنية مع هذا الجيل من المواهب التي تمتع العين بلمساتها الفنية وأدائها الراقي، شرط أن تتلقى الاهتمام الكافي من اتحاد الكرة والجهات المعنية بالرياضة اليمنية.

يجب على الجماهير أن تكون إيجابية في تعاطيها مع خروج المنتخب من البطولة، وألا تقوم بتوجيه النقد الهدام اللاذع، والتعليقات المحطمة لمعنويات أشبالنا الصغار، إذ أنهم ليسوا المسؤولين عن ذلك، بل المسؤول هو الاتحاد اليمني لكرة القدم؛ لأن موقفه من المشاركة في البطولة ظل ضبابيًا، ولم تتضح معالمه إلا قبل انطلاق البطولة بأيام قلائل ليتخذ قرار المشاركة بفعل ضغط إعلامي وجماهيري كبير، أيام لم تكن كافية لتجهيز المنتخب والاستعداد بالشكل المطلوب للبطولة.

مشاريع نجوم ومنتخب منافس

المدرب واللاعبون أدوا ما عليهم في المباراتين وكانوا الطرف الأفضل بالرغم من الخسارة في كلتيهما، وأمتعونا بمستوياتهم الرائعة وأظهروا لنا ما يمكنهم فعله بالرغم من فترة الاستعداد القصيرة.

هناك الكثير من المواهب يمكن البناء عليها للمستقبل، لدينا لاعبون متميزون في جميع الخطوط، ابتداء من (نوير الكرة اليمنية) الحارس وضاح محمد، وموسيقار خط الوسط، صاحب اللمسة الإبداعية والمرونة والسلاسة في الخروج بالكرة والتخلص من الضغط (مودريتش اليمن) عادل عباس، وفي خط الهجوم المهاري السريع محمد البرواني (مبابي اليمن) والذي أرى أن يتم تثبيته كجناح وليس كمهاجم صريح إذ أنه يجيد التغلغل من الأطراف، وكذلك التعريض بشكل جيد.

هذه مجرد أمثلة للتوضيح فقط، وبالمجمل فإن المنتخب بأكمله مشروع منتخب قوي يقارع كبار الكرة الخليجية والعربية والآسيوية ويسبب لهم إزعاجًا، ولا يكون اللقمة السائغة، وطريق عبور للمنتخبات الأخرى.

الخروج من المجموعات.. علامة البطل

خروج البطل من دور المجموعات ليست حالة خاصة بمنتخبنا فقط، بل هي حالة مر بها أبطال كأس العالم في الأربع النسخ الماضية، فبطل كأس العالم 2006م المنتخب الإيطالي، خرج من دور المجموعات في النسخة التالية (جنوب أفريقيا 2010م)، والمنتخب الإسباني بطل نسخة 2010م خرج من الدور ذاته من البطولة التي استضافتها البرازيل 2014م، والأمر كذلك ينطبق على المنتخب الألماني بطل نسخة (البرازيل 2014م) حينما خرج من دور المجموعات في النسخة التي استضافتها روسيا 2018م.

خلاصة القول أن خروج منتخبنا الوطني من البطولة ليست نهاية العالم، ولا يجب أن نتعاطى مع الأمر بسلبية، بل يجب على الجميع الأخذ بيدهم ومنحهم الدعم الجماهيري والإعلامي والرسمي الكافي، والذي يكفل لهم الحفاظ على مستوياتهم، والتطور نحو الأفضل، خاصة وأنهم مقبلون على استحقاقات قادمة خلال العام الجاري، والمتمثلة في كأس العرب في الجزائر ( 23 أغسطس)، وتصفيات كأس آسيا للناشئين 2023م والتي تنطلق في الأول من شهر أكتوبر القادم، وكانت القرعة قد أوقعت منتخبنا في المجموعة الخامسة للتصفيات، والتي تضم إلى جانبه منتخبات بنغلادش، سنغافورة، بوتان، وهي منتخبات يمكن للأحمر تجاوزها بسهولة والتأهل لنهائيات الأمم الآسيوية، والتفكير بعد ذلك بالتأهل لكأس العالم للناشئين.