في ليلة الذكرى الـ 61 لثورة 26 سبتمبر شعر الحوثيون بالرعب بعد الخروج الكبير للمواطنين للاحتفال
تقرير خاص- من افتخار عبده
في اليمن الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل ازدياد رقعة الفقر والبطالة لا يزال ثمة أمل يُنسج بأنامل شباب وشابات هذا البلد الموجوع من أقصاه إلى أقصاه.
وخلال سنوات الحرب الثمان برزت شاباتٌ ناشطات في العديد من المجالات من بينها مجال الفن التشكيلي الذي بات متنفسًا للمبدعين فيه، وبوقًا ناطقًا بما يعانيه أبناء اليمن.
ومن الناشطات البارزات في اليمن في مجال الفن التشكيلي" أمل فضل" والتي تعد واحدة من أبرز مبدعات الفن التشكيلي والنحت على الطين.
وتقول أمل"بدأت الاهتمام بالرسم منذ طفولتي واستمر معي هذا الاهتمام حتى مرحلة الثانوية العامة بعدها لم أعد اهتم كثيرًا بالرسم حتى أكملت الدراسة الجامعية، ثم عاودت نشاطي الفني بعد تخرجي من الجامعة".
وتضيف لـ" اليمن نت" كانت بدايتي في مجال الفن كفنانة تشكيلية في عام 2006م ، شاركت في عدد من المعارض التشكيلية والمسابقات الفنية التي أقيمت من قبل وزارة الثقافة والسياحة وعدد من المراكز الثقافية الموجودة في العاصمة صنعاء".
وحظيت الشابة باهتمام وتشجيع من قبل المحيطين بها وخصوصًا من المتابعين لأعمالها الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد حصلت أمل على شهادة البكالوريوس في علم الأحياء جامعة صنعاء وتحضر رسالة الماجستير في التنمية الدولية والنوع الاجتماعي، وتعمل معيدة في كل من، كلية المجتمع صنعاء، جامعة صنعاء، وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
وشغلت منصب رئيس قسم الجرافيكس كلية المجتمع صنعاء لمدة ست سنوات، وتعمل كمستشار فني في مركز الحاسب الالي جامعة صنعاء.
وتمارس أمل فن الرسم بالخامات المختلفة، من الرسم على الورق ولوحات كنفاس وخشب وكرتون واستخدم أنواع متعددة من الألوان، الزيتي منها والمائي، والطباشيري".
والأمر الذي يميز أمل عن غيرها من رواد الفن التشكيلي هو النحتُ باستخدام خامة الطين وقد بدأت هذا العمل بجهد ذاتي عام 2020م ونفذت فيه عددًا من الأعمال الفنية".
وكانت لأمل مشاركات في المعارض والمسابقات المقامة من قبل وزارة الثقافة والسياحة وهذا ما شجعها كثيرًا وكان دافعًا لها على الاستمرار في مسيرتها الفنية".
وتوضح أمل أن" أول مشاركة لي في ورشة عمل مع جماعة فنانين من المحافظات اليمنية المختلفة، مقرها البيت اليمني للموسيقى، تعلمت منها الكثير من خبرات الفنانين المشاركين".
وأردفت" حصلت على جائزة لجنة التحكيم في المعرض التشكيلي الثاني للفنانين الشباب الذي اقامتة وزارة الثقافة في بيت الثقافة 2009م وفوزي في هذه المسابقة كان له أثر إيجابي كبير".
النحت بالطين
تميزت أمل فضل في إبداعها الفريد في مجال النحت بالطين ولقت قبولًا رائعًا من قبل كل من يطلع على منحوتاتها لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر فيها أعمالها الفنية".
وعن النحت بالطين تقول أمل " هو أصعب بكثير من الرسم؛ لأن النحت يتم الشغل عليه، شغلًا ثلاثي الأبعاد؛ أي يتم تجسيد العمل من جميع الاتجاهات".
وأضافت "بدأت في هذا المجال عام 2010 حيث أقامت وزراة الثقافة دورةً تدريبية على السيراميك وكنت أحد المتدربين فيها ومن خلال هذه الدورة تعرفت على كيفية تجهيز التراب وتحويله الى مادة طينية ذات قوام صلصالي".
وتابعت "كانت هذه الدورة تتمحور حول كيفية صناعة الفخاريات، وأنا خرجت عن المطلوب والمألوف للدورة، فكنت أقوم بنحت بعض الوجوه و الأيادي، ثم توقفت عندما اكملنا الدورة ولم افكر بالنحت".
وأردفت" في 2015 توقفت عن نشاطي الفني بسبب الحرب، لكن عام 2020 ومع جائحة كورونا والحجر الصحي مررت بحالة من الفراغ والخوف التي جعلتني أعيد حساباتي، فقررت العودة للرسم والنحت واكتشفت شغفي الكبير في النحت".
أولُ عملٍ نحتي
أول عمل نحتي قامت به أمل كان عنوانه "لحظة إلهام" وقد جسدت فيه وجه امرأة امتلأ بعدد كبير من الأصابع وقصدها في هذا العمل، التعبير عن اللحظة التي يتم فيها البحث عن موضوع لتجسيده في عمل فني وحالة الشتات التي قد يصيب الفنان وقت بحثه.
الصعوبات
وفي بلد يعاني من أزمة كبيرة وتردٍ في الخدمات، وتدهور في الوضع الاقتصادي الذي أصاب الجميع لا سيما الفنانين التشكيليين.
وفي هذا السياق تقول الفنانة "أهم الصعوبات التي واجهتني، المستوى الثقافي بشكل عام في البلاد متدني بسبب حالة الحرب التي تعيشها البلاد".
وتابعت "سوء الوضع الاقتصادي والسياسي سبب تدهور كبير في الجانبين الثقافي والاجتماعي، وهذا أثر على جميع فئات المجتمع ومن ضمنهم الفنانيين التشكيليين".
وفي ظل الحرب التي يعاني منها اليمن بأكمله حتى الفن تأثر من هذا كثيرًا فقد قل الانتاج بشكل كبير وبهذا الخصوص تقول أمل" الحرب جعلتنا أقل إنتاجًا وأكثر حذرًا في اختيار موضوعاتنا؛ بل صنعت منا آلةً تبحث عن لقمة العيش".
وبما أن الفن بشكل عام والتشكيلي على وجه الخصوص قد أصبح بوقًا يتحدث به الفنان عما يشعر به هو ومجتمعه فقد ناقشت أمل قضايا مجتمعية كثيرة في أعمالها الفنية التشكيلية والنحتية.
ومن تلك القضايا، ما يخص المرأة مثل التحرش وتغييب دور وعقل المرأة كما قامت بعمل منحوتة ضمن مجموعة العقل والروح والتي أسمتها (حواء) وهي تحكي عن تكوينات المرأة الفكرية والروحية.
كما ناقشت قضايا مجتمعية متعددة تتحدث عن المحسوبية، الرشوة، الأمان، الثروة الشبابية وتفعيلها، والكثير من المواضيع الأخرى.
منحوتة حواء
تقول أمل عن منحوتة حواء إنها" تتحدث عن مكنونات المرأة الفكرية والروحية وأن المرأة رمز للحياة رغم ماتتعرض له من كبت وتغييب لدورها في المجتمع".
ولم تكن أمل عشوائية في اختيار مواضيع اعمالها الفنية فهي تجسد ما تراه وتسمعه وتعيشه..في مواضيع إنسانية واجتماعية وسياسية موجودة في مجتمعنا اليمني وكل المجتمعات العربية والعالمية.