شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
الشعب اليمني ليس سعيداً بالنتيجة التي آلت إليها الحرب في بلاده، حيث تضيق خيارات هذه الحرب إلى مجرد تأمين الحماية للأراضي السعودية من القصف الصاروخي للحوثيين.
منذ البداية كانت الرياض تعلم أن صنعاء بحوزتها ترسانة صواريخ تقليدية، بعضها آل إليها من تركة الجنوب، وكان آخرها الصواريخ الكورية الشمالية التي أثير حولها الكثير من الجدل أوائل التسعينات من القرن الماضي.
يجري التركيز الآن على أن الصواريخ التي تضرب المملكة جاءت من إيران وتم تهريبها عن طريق الحديدة. هذا الإصرار على أنها إيرانية لا معنى له سوى المضي في تكريس ما يجري في اليمن على أنه مواجهة مع إيران.
أمر كهذا يمكن حسمه عبر صفقة سياسية تنتهي بتوافق بين طهران والرياض، لكن اليمن ستبقى على ما هي عليه مساحة للنفوذ الإقليمي والتدابير السيئة من جانب كل من الرياض وطهران.
لم تكن طهران لتستطيع تحقيق ما حققته في اليمن، لولا السياسات الخاطئة والعدائية التي تبنتها السعودية تجاه ثورة 11 فبراير/شباط 2011 ولا تزال تتبناها تجاه القوى السياسية التي دعمت تلك الثورة.
والأهم من ذلك أن صالح الذي أوصلته الرياض إلى سدة الحكم في صنعاء في 17 يوليو/ تموز 1978، قدم في نهاية المطاف هذه العاصمة العربية هدية ناجزة لإيران في مسعى يائس للعودة إلى السلطة وانتقام أعمى ممن يعتقد أنهم سلبوا منه السلطة.
المفارقة أن الجميع في نهاية المطاف اتفق على إيذاء أولئك الطامحين إلى بناء دولة حقيقية يمكن التعايش معها في جنوب الجزيرة العربية، خصوصاً وأنهم عبروا عن حسن نية لا حدود لها تجاه الجارة الكبرى، وبقية دول المنطقة بحثاً عن شراكة حقيقية وعلاقات أخوية في وقت لم يكونوا قد حسموا فيه بعد قضية السلطة التي بقيت أنيابها ومخالبها بيد المخلوع صالح وبعضها بأيدي الحوثيين بدعم وإسناد من طهران.
تآلبت مكائد الدول التي تشكل اليوم تحالفاً عربياً فضفاضاً وغير متماسك وتتورط في عمليات عسكرية مفتوحة في اليمن، وقررت الإطاحة بالنظام الانتقالي، بإمضاء الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، المحتجز حاليا في الرياض، والذي كان يفترض أن يكافئ ال6 ملايين يمني الذين صوتوا له بهدف إنجاح الثورة وإنجاز التغيير وليس معاقبتهم.
خلال السنوات الست الماضية تسللت إيران إلى قلب مشهد التغيير في اليمن وأنجزت صفقتها وبنت على شراكتها المتينة مع الحوثيين استراتيجية اختطاف الدولة من أيدي الجميع ونجحت في ذلك، واستطاعت أن ترسخ نفوذ الميلشيا الحوثي التابعة لها كقوة لا يستهان بها وحركة تأثير منفلتة توجه اليوم ضربات معنوية خطيرة لكبرياء الجارة الكبرى.
وبينما كانت نخب المملكة من الليبراليين المنبثين في منابر الرأي وفي دوائر صنع القرار المحيطة بالملك المسن والمنهك صحياً آنذاك، عبد الله بن عبد العزيز، تصفق لمهمة تصفية الإخوان المسلمين-وهي وصفة غير دقيقة للحزب الإسلامي المعروف باسم التجمع اليمني للإصلاح- كانت إيران تحكم قبضتها على كل شيء في اليمن وتضيف عاصمة عربية رابعة إلى دائرة نفوذها.
في فترة الفراغ المخيف التي أعقبت عملية سقوط صنعاء، ربما تمكنت طهران من إيصال مكونات الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون اليوم لإيذاء المملكة، لكن هناك صواريخ يشرف عليها الحرس الجمهوري المنحل الموالي لصالح كانت قد دشنت مهمة الهجوم على المملكة حينما يأس صالح في التوصل إلى صفقة أو إقناع المملكة بالعدول عن الحرب.
اليوم يعرض التحالف على الأمم المتحدة مجدداً مهمة الإشراف على ميناء الحديدة، وهي إعادة بالأمور إلى المربع الأول، فيما يتعين على هذا التحالف أن ينهي تأثير الانقلابيين على هذا الميناء بالوسائل المتاحة
لكنه لن يفعل لأنه لا يزال يرتهن للفكرة العقيمة نفسها، وهي أن الانتصار العسكري على الانقلابيين سيجلب أعداء جدد.. أما آن لهذه المعركة العبثية والقاتلة في الآن ذاته أن تنتهي؟.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين