شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
2 مليون طفل يمني خارج المدارس، رقم صادم عند الحديث عن المستقبل اليمني، وهو رقم أعلنته يوم أمس الاثنين، منظمة أوكسفام الدولية، المنظمة التي أكدت بأنه لم يعد باستطاعة هؤلاء الأطفال العودة للمدارس، في ظل استمرار الحرب والحصار.
"حق الأطفال في التعليم"، حق قننته المواثيق الدولية، وأضحى حق من حقوق الانسان الحديث، ولكن هذا الحق لم يعد موجودا في اليمن، بعد أن فقد أطفال اليمن؛ ليس فقط حقهم في التعليم، بل حتى حقهم في الحياة ذاتها.
تؤكد منظمة أوكسفام صعوبة ذهاب أطفال اليمن إلى المدارس، ورصدت ما يقارب من (ألف و 600) مدرسة تم تدميرها أو استخدامها كمراكز ايواء للنازحين، أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.
فالأحداث التي بدأت بانقلاب سبتمبر (2014) وما نتج عنها من تدخل اقليمي، عملت على تخريب العملية التعليمية برمتها، فقد دمرت بعض المدارس، وحولت بعصها لثكنات عسكرية أوسكن للمتضررين من الحرب، وبعض المدارس الناجية من التدمير توقفت فيها العملية التعليمية، بسبب أزمة رواتب المعلمين.
ومع ذلك فان المدارس التي استمرت فيها العملية التعلمية، وضعها أكثر سوءً من المدارس المتوقفة عن التعليم، وأثر هذا السوء قد لا يكون ظاهرا اللحظة، لكنه على المستوى البعيد يحمل كوارث مستقبلية على الاطفال، وعلى الأجيال القادمة.
حيث تشهد العملية التعليمية، انقساما خطيرا، على المستوى التربوي والفني، فالسنة الدارسية الحالية بدأت بانقسام واضح في زمن بدء الدارسة داخل مناطق الشرعية ومناطق الانقلاب، بالاضافة إلى أن أطفال المدارس الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، يتلقون بشكل ممنهج واجباري، تعليم غير وطني، وقد ينتج من داخل تلك المدارس جيلا طائفيا متطرفا، لا يحمل الثقافة الوطنية.
إن قدر أطفال اليمن صعب جدا، فهم إما شهداء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، أو ضحايا الامراض المتفشية كالكوليرا و الدفتيريا، أو يذهب بعضهم باتجاه حمل السلاح بشكل اجباري أو طوعي، والناجون من الموت أو التجنيد، لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس بسبب استمرار الحرب وعدم جاهزية بعض المدارس للعملية التعليمية، أما الذين أتيحت لهم فرصة التعليم، فبعضهم يتم تدريسه ليكون عدو للمستقبل، كما هو الوضع في مدارس الانقلاب.
وتثبت الأحداث المتسارعة في اليمن، بأن الجميع لا يأبه لما يحدث لأطفال اليمن، محليا واقليميا، رغم كل التحذيرات المتكررة من المنظمات الدولية، عن وضع الأطفال الكارثي، وكان آخر تحذير آت من منظمة الصحة العالمية، التي قالت إن (150) ألف طفل يمني، قد يموتون خلال الأشهر القادمة.
تحالف الانقلاب جريمته على التعليم بينّة وواضحة، ومن نافلة القول أنه مثّل فاتحة المأساة لكل الجرائم في اليمن، لكن جريمة اهمال الشرعية لوضع أطفال اليمن، ومعها جريمة خذلان التحالف بقيادة السعودية والامارات، جريمتان ستظلان عار على الشرعية والتحالف، طالما ظلا يتفرجان على ما يحدث في اليمن، خصوصا وأن التحالف غير جاد في حسم مع معركته مع الانقلاب، لحسابات اقليمية ودولية، وستظل لعنة أطفال تلحق الجميع بلا استثناء.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين