في ليلة الذكرى الـ 61 لثورة 26 سبتمبر شعر الحوثيون بالرعب بعد الخروج الكبير للمواطنين للاحتفال
تواصل تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، إشعال فتيل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين بيروت ودول الخليج.
وكان، جورج قرداحي، قد أفاد في حديث مسجل لبرنامج "برلمان شعب" في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وأضاف: "الحوثي يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟ في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف".
وعقب تداول تصريحات الوزير للبناني: أعلنت السعودية والإمارات والكويت والبحرين، استدعاء سفراء لبنان لديها، احتجاجا على التصريحات.
ورغبة في احتواء أزمة تصريحات قرداحي، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان، الأربعاء، إن بلاده "حريصة على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية".
وأضاف: أن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشأن الأزمة اليمنية كانت قبل تعيينه وزيرا، ولا تعكس وجهة نظر الدولة اللبنانية.
ورفض قرداحي، الاستقالة من منصبه بعد تصريحاته ، قائلا: "لن أعتذر ولم أتهجم على أحد، وأنا ضد الحرب العبثية".
وقال قرداحي، خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للإعلام إنه "لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه"، مؤكدا أن هناك "أحد الوزراء طالبه بالاستقالة".
وأضاف قائلا: "إنني جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحا وراء المناصب واضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح"، مشيرا إلى أن تصريحاته عن حرب اليمن لم يكن طرفًا فيه بل قاله كصديق.
حزب الله يدخل على خط الأزمة
ودخل حزب الله اللبناني على خط الأزمة رافضا أي دعوة إلى إقالة الوزير أو دفعه إلى الاستقالة. واعتبر الحزب في بيان أن "هذه الدعوات اعتداء سافرا على لبنان وكرامته وسيادته". كما أشاد الحزب بتصريحات قرداحي، واصفا إياها بالشجاعة والشريفة.
وندد الحزب بما وصفه بـ"الحملة الظالمة التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي على قرداحي".
وفي ذات السياق انتقد تيار المستقبل اللبناني البيان الذي أصدره "حزب الله" بشأن الضجة التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشأن حرب اليمن والتي اعتبرت مسيئة للسعودية والإمارات.
ودان التيار، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، أمس الخميس، بـ"أشد العبارات" البيان الذي أصدره الحزب، وقال إنه يؤكد تصميمه على تغليب مصلحة إيران على مصالح لبنان.
وقال التيار: إن "بيان حزب الله تضمن هجوماً على السعودية ودول الخليج، في تأكيد لما تعوده اللبنانيون من خروج الحزب على مقتضيات المصلحة الوطنية".
تصعيد خليجي
وأمس الجمعة واصلت السعودية تصعيدها باستدعاء سفيرها في لبنان للتشاور، وكذلك طلبت من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال 48 ساعة.
كما اتخذت إجراءات عدة بحق لبنان، لما اعتبرته "إساءة" و"تحيز" بحق السعودية والإمارات، من ضمنها "وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.
وفي ذات السياق اتخذت البحرين قرار مماثل: حيث أعلنت وزارة خارجيتها إعطاء مهلة للسفير اللبناني لديها بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
وأوضحت أن هذا القرار لا يمس اللبنانيين المقيمين في المملكة.
وفي وقت سابق اليوم السبت أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، عن استدعاء سفيرها من لبنان، في تطور جديد بالازمة التي سببتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي.
وأمهلت الخارجية الكويتية القائم بأعمال السفارة اللبنانية لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
الإمارات تتضامن مع السعودية
وأعلنت دولة الإمارات سحب دبلوماسييها من لبنان قال وزير الدولة خليفة شاهين المرر، إن قرار سحب الدبلوماسيين جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة.
وأشار إلى استمرارية العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية.
الجامعة العربية تأسف
وحول الأزمة ذاتها: أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، السبت، عن "بالغ قلقه وأسفه" إزاء الانتكاسة التي تشهدها العلاقات اللبنانية-الخليجية إثر الأزمة التي سببتها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي وأدت لسحب السفراء.
وعبر أبو الغيط في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للجامعة، عن "بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثاً لاستعادة قدر من الايجابية في تلك العلاقات يعين لبنان علي تجاوز التحديات التي يواجهها"، حسب تعبيره.
واعتبر مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية أن أزمة تصريحات قرداحي كان يجب أن تُعالج لبنانيا بطريقة "تنزع فتيلها ولا تزكي نارها".
وأكد المصدر أن الأمين العام للجامعة يثق بقدرة الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لتدهور العلاقات ويسهم في تهدئة الأجواء مع السعودية خصوصا و"رأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عري الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية"، حسب تعبيره.
وناشد أبو الغيط دول مجلس التعاون الخليجي بـ"تدبر الاجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف بما يتفادي المزيد من التأثيرات السلبية علي الاقتصاد اللبناني المنهار والمواطن الذي يعيش اوضاعاً غاية في الصعوبة"، حسب قوله.