نمط مستمر من اضطهاد " الحوثيين للبهائيين.
يعود الاحتقان السياسي والعسكري مجددا إلى المشهد اليمني، لكن هذه المرة من مدينة تعز التي قارعت نظام الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح" لعقود، وتتصدر المحافظات اليمنية التي تكافح ضد جماعة الحوثي المسلحة.
وشهدت المحافظة صباح السبت تظاهرات حاشدة وسط المدينة وفي عدد من مديرياتها، ترفض إخضاع تعز لسيطرة القوات العسكرية التي يقودها "طارق صالح" نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وبدعم إماراتي كبير.
أثارت هذه التحركات سخط الشارع اليمني في المدينة التي سقط فيها آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، على يدي قوات "طارق صالح" والحرس الجمهوري، على مدى ثلاث سنوات من تحالفه مع جماعة الحوثي، قبل انتهاء تحالفهم بمواجهة عسكرية في صنعاء، أفضت إلى مقتل "صالح" وإفلات "طارق" من قبضة الحوثيين، في مشهد دراماتيكي مثير وغريب.
"مصدر عسكري" خاص أكد ل "اليمن نت" أن طلائع قوات "طارق صالح" وصلت مدينة المخا الساحلية غربي اليمن، منذ الأربعاء 11 ابريل الجاري، واضاف أن معسكر طارق يشهد منذ ثلاثة ايام وصول تعزيزات عسكرية ضخمة قادمة من العاصمة المؤقتة عدن.
وقادت رابطة أسر الشهداء في تعز التظاهرات الرافضة إيكال التحالف العربي، مهمة تحرير المحافظة لقوات "طارق صالح"، واعتبرت في بيان لها أن ذلك مضاعفة لأوجاع أسر الشهداء وكافة أبناء تعز، فطارق صالح هو نفسه المسؤل عن الحرس الجمهوري، الذي استمر يقتل تعز طيلة ثلاث سنوات، كما أنه هو المسؤل عن فرقة القناصة التي اعتدت على الأطفال والنساء والرجال من أبناء تعز، وهو مايستدعي تقديمه لمحاكمة لا اعطائه لواء تحرير تعز، بحسب البيان.
وناشد البيان الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي دعم تحرير تعز، عن طريق السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، والجيش الوطني المشكل من أبناء المحافظة، وشدد البيان على رفض التشكيلات العسكرية خارج إطار الشرعية وسلطة الدولة برئاسة هادي.
محافظ تعز "أمين أحمد محمود" أطلق تصريحات مثيرة للجدل صبت الزيت على النار بحسب قيادات سياسية وناشطين يمنيين، حين وصف الرجل في مؤتمر صحفي، المتظاهرين السلميين الرافضين لقوات "طارق صالح"، بالطابور الخامس والغوغائيين الذين يدعون للتظاهرات والإعتصامات لإشعال الحرائق والفوضى، وقال إنهم يتساوون مع مليشيا الحوثي بإصدارهم بيانات كاذبة وتشكيكهم في التحالف العربي، وهو توصيف لاينطبق على هذه التظاهرات التي رفعت أيضا شعارات تشيد بالتحالف وتثني على جهود السعودية والإمارات.
واتهم الكثير من ناشطي أحزاب اليسار "الناصري والإشتراكي"، حزب الإصلاح بالوقوف وراء التظاهرات لكن الحزب وقياداته التنظيمية لم تعلن موقفا رافضا لقوات "طارق" حتى الآن، وسط صمت كل الأحزاب اليمنية التي لم تبدي موقفها من تحركات التحالف في تعز، يعلل مراقبون هذا الصمت لتواجد قيادات تلك الأحزاب في العاصمة السعودية الرياض.
واشتعل الجدل في الوسط الإعلامي اليمني على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك تحديدا، بينما من يؤيد رفض قوات "طارق صالح" خشية إعادة بناء نظام "صالح" من جديد وإضعاف حضور الدولة الشرعية ، وبين من يرى أن على جميع اليمنيين التخلص من خلافاتهم، والسماح لطارق صالح وقواته المشاركة في العمليات العسكرية، لدفع فاتورة انقلابهم على الدولة وتحالفهم مع الحوثيين خلال الثلاث السنوات الماضية.
الناشط الحقوقي "توفيق الحميدي" قال بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حول مظاهرات تعز اليوم، التي خرجت ضد إعادة تدوير "طارق صالح"، لكن المتفق عليه أن طارق بشهادة عمه "صالح" مجرم حرب شارك في قتل الكثير من أبناء المدينة عبر كتائب القناصين، كما أن الرجل لم يعترف بالشرعية التي يقاتل الجميع تحت رايتها وهذا هو بيت القصيد.
أما الصحفي البارز "حمدي البكاري" اعتبر أن أي محاولة لإعادة القيادات العسكرية لنظام صالح، سيحول صراع اليمنيين ضد مليشيا الحوثي الى صراع انتقامي من أجل صالح واستعادة سلطته ولو رمزيا، بل يتعدى ذلك الى الاستخفاف بثورة اليمنيين في 11 فبراير 2011.
وشدد على الفرق الكبير بين الثورة وبين الانتقام، ورأى أن خلاص اليمنيين يأتي بفتح أفق جديد لمشروع وطني جامع، لا الرضوخ لحكم المليشيات أو إعادة من وقفوا ضد المشروع الوطني، وثار الناس ضدهم في واحدة من اكثر الثورات وهجا وصدقا.
وطالب الأكاديمي اليمني "يحيى الأحمدي" السياسيين الكبار تحديد موقف معلن وواضح، اليمن ليست ليبيا وتعز ليست بنغازي، فمن هزم الحوثي وطوارقه لن يقبل أن يكون برميل للنفايات.
وأضاف نحن من أكثر الناس دعوة للم الشمل والتوحد من أجل استعادة الدولة وليس استعادة الأسرة، والعودة السليمة عبر الأطر الشرعية، واشار إذا كان طارق مستعدا أن يكون جنديا من أجل الوطن، فعليه الاعتراف بالشرعية والنجاة بنفسه من جريمة الخيانة العظمى والتعامل مع جهات خارجية.
وعلى مدى ثلاث سنوات من الحرب امتنع التحالف العربي والإمارات، عن دعم عملية تحرير تعز خشية زيادة نفوذ حزب "الإصلاح" كما يبرر بعض المقربين من قيادة التحالف، ونجحت الإمارات في الضغط نحو إخراج قادة المقاومة المحسوبين على حزب الإصلاح على رأسهم الشيخ "حمود المخلافي"، ودفعت نحو تعيين محافظ وقادة عسكريين لا يمتون بأي انتماء أو ولاء للحزب الذي تتخذ منه "أبو ظبي" خصما أشد من الحوثيين.
وبحسب مراقبين فإن الإمارات تحاول إعادة مشهد الهيمنة الذي تفرضه في المحافظات الجنوبية المحررة، عبر قوات عسكرية لا تعترف بشرعية الرئيس هادي، حيث أن طارق صالح لازال يرفض حتى اليوم الإعتراف بالرئيس هادي، وتتلقى قواته الدعم المادي والعسكري المباشر من قيادة القوات الإماراتية في عدن.
ويشدد مراقبون سياسيون على أن مستقبل اليمن رهن مسارين، الأول عملية استعادة الدولة والتحرير، والثاني كيفية هذه العملية وكيفية تعني من هم الأشخاص الصالحون لعملية التحرير ومواجهة الحوثيين، وحذروا من خطورة تبرير السماح لطارق بخوض المعركة، لتوظيف نزعة الإنتقام لديه، ويشيرون أن لتنظيم القاعدة ومعه تنظيم الدولة دوافع عقائدية في القضاء على الحوثيين أيضا، فهل يصلحان كشريكان في عملية التحرير!
ناقش الاجتماع عدداً من النقاط لاتخاذ كافة الوسائل المتاحة للدفاع عن المهرة وحمايتها من أي تدخلات تسعى لجرها إلى مربع العنف والصرعات.
أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، اليوم الثلاثاء، حكما بعدم دستورية تمديد عمل برلمان إقليم كردستان، شمالي البلاد. . .